تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها في المدرسة المغربية
(التعليم الثانوي التأهيلي نموذجا)
الدكتور جميل حمداوي
تم التركيز في الآونة الأخيرة - بعد صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين – على ضرورة تنشيط الحياة المدرسية وتفعيل أدوارها ابتداء من الموسم الدراسي 2003/2004 كما تنص على ذلك المذكرة الوزارية رقم87 المؤرخة بـــ 10 يوليوز 2003، لتتمكن من تجاوز وظيفتها التقليدية المحصورة في تقديم المعرفة النظرية الجاهزة، و استبدال إدارتها التربوية المنغلقة على نفسها الساعية إلى تنفيذ التعليمات الرسمية دون إشراك جهات أخرى بإدارة أكثر ديمقراطية وانفتاحا.
أما المدرسة التي ينشدها الميثاق الوطني فتتسم بالحياة والإبداع والمساهمة الجماعية في تحمل المسؤولية تسييرا وتدبيرا، كما أنها مدرسة المواطنة الصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان، يشعر فيها المتعلم بسعادة التلمذة من خلال المشاركة الفعالة في أنشطتها مع باقي المتدخلين التربويين وشركاء المؤسسة :الداخليين والخارجيين.
مما لاشك فيه أن الحياة المدرسية في حاجة ماسة إلى مساهمة كل الأطراف المعنية بالتربية والتكوين لتفعيلها وتنشيطها ماديا ومعنويا قصد خلق مدرسة حديثة مفعمة بالحياة، قادرة على تكوين إنسان يواجه التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتكنولوجية. إذاً، مامفهوم الحياة المدرسية؟ وما هي مقوماتها؟ وماهي غاياتها وأهدافها الأساسية؟ ومن هم المتدخلون في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها ؟ وإلى أي حد يمكن أن تساهم الفعاليات التربوية في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها؟ وماهي المشاريع التي ينبغي أن تنصب عليها الحياة المدرسية؟ وإلى أي مدى يمكن أن تسعفنا آلية الحياة المدرسية في تحقيق الجودة؟ تلكم هي الأسئلة التي سوف نحاول الإجابة عنها في موضوعنا هذا
1- شـــرح المفاهيـــــــــــم:
قبل الدخول في تحليل الموضوع واستقراء معطياته وتفسير جوانبه وأبعاده، لابد من الوقوف بدقة عند المصطلحات والمفاهيم التي يتناولها عنوان الموضوع، وهي: تفعيل- تنشيط - الحياة المدرسية.
أ- التفعيــــــل:
إن الهدف الذي تسعى إليه كل المجتمعات، وخاصة المجتمع المغربي، أن تكون المدرسة فعالة وفاعلة. أي تكون إيجابية وذلك بتغيير الواقع والسير به نحو آفاق رحبة مفعمة بالتنمية والتقدم والنهضة الحقيقية. ولن يتم هذا الهدف الإيجابي إلا إذا كان هناك تفعيل حقيقي للحياة المدرسية. والتفعيل مصدر فعّل ، ويدل التضعيف على الحركة والنشاط والممارسة الميدانية والخلق والإبداع. ويعني هذا أن التفعيل هو جعل المدرسة مؤسسة فاعلة ومبدعة وخلاقة ومبتكرة، وألا تكتفي بالتلقين والتعليم، بل لابد من الابتكار والإنتاج. و هذا التفعيل قد يكون خارجيا أو داخليا ذاتيا، فيتم تفعيل المدرسة خارجيا من خلال المشاركة والتعاون بين المؤسسة وشركائها الاقتصاديين والاجتماعيين وكافة المجتمع المدني. فالتفعيل هنا يكون بمعنى التغيير والتحريك الإيجابي عن طريق خلق شراكات ومشاريع مع المؤسسة وتحفيز المبادرة الفردية أو الجماعية لتنشيط المدرسة وتفعيلها إيجابيا. وقد يكون هذا التفعيل ذاتيا من قبل المتعلم في علاقته مع الإطار التربوي أو الإداري أو زميله المتعلم داخل فضاء المدرسة.
وهكذا، يحيلنا التفعيل على التغيير والحركية والتفاعل الدينامي والبناء والنماء والممارسة والخلق والإبداع والتنشيط والمساعدة والتعاون الجماعي. كما يحيلنا التفعيل على إخراج الحياة المدرسية من السكونية والروتين ورتابة الحياة المغلقة إلى الحركية ودينامكية الفعل التربوي وتنشيطه إيجابيا. هذا عن مفهوم التفعيل، فماذا عن مفهومي التنشيط والحياة المدرسية؟ هذا ما سنعرفه في الأسطر الموالية.
ب- التـــنــشيـــــط:
يراد بالتنشيط ذلك الفعل الإيجابي الذي يساهم في تحريك المتعلم وتحرير طاقته الذهنية والوجدانية والحركية، والمساهمة كذلك في تفتيق المواهب والقدرات المضمرة أو الظاهرة الموجودة لدى المتعلم تعويضا وتحررا. أما النشاط فهو في معناه العام:" مايصرف من طاقة عقلية أو بيولوجية. وفي علم النفس هو عملية عقلية أو حركة تصدر تلقائيا عن الكائن الحي. وغالبا ما يكون فعل التنشيط موجها في مجالات عديدة، مثل المسؤولية ذات الطابع التربوي التي تجري على هامش العمل المدرسي أو تأتي مكملة له بهدف الحرص على أن يتمتع التلميذ في هذا العمل بحرية كبيرة في الاختيار والمبادرة. وقد تحيلنا على المنشط (animateur)، فهو الذي يضفي الحيوية على كل تجمع نشاط تعاوني، يثير المبادرات ويكون حاضرا لامهيمنا."[1]
إذاً، فالنشاط هو " كل عملية تلقائية سواء أكانت عقلية أم بيولوجية متوقفة على استخدام طاقة الكائن الحي الانفعالية والعقلية والحركية. وهو كذلك مجموعة من الأنماط السلوكية الحركية أو المعرفية. يتأسس ويتوقف على استعمال الطاقة الجسمية أو الوجدانية أو العقلية كدوافع داخلية لخصوصية هذا النشاط في هذا الاتجاه أوذاك. كما أن النشاط باعتباره أداء عمليا أو فكريا لايمكن اعتباره صادرا عن التلقائية بمفهوم المصادفة العشوائية أو بمفهوم ميكانيكية وتراتبية الاستجابة والمثير لدى الاتجاه السلوكي".[2]
ويقصد بالتنشيط عادة تلك" الأنشطة الثقافية والاجتماعية والثقافية والرياضية المختلفة التي يمارسها الإنسان بكيفية حرة وتطوعية خارج أوقات العمل المعتادة مع جماعة معينة من أمثاله، وبتوجيه من شخص يكون في الغالب متخصصا بالتنشيط، يشرف على هذه الأنشطة ويسهر على تنفيذها قصد تحقيق أهداف تربوية واجتماعية وأخلاقية"[3].
ويتفرع عن التنشيط مكونات ضرورية كالمنشط- بالكسر- والمنشط – بالفتح- (أي المتعلم)، وفعل التنشيط، والنشاط (نتيجة التنشيط).
ج- الحيـــــاة المدرسية:
من المعروف أن المدرسة مؤسسة اجتماعية وتربوية صغرى ضمن المجتمع الأكبر. ويقوم بتربية النشء وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع لتكييفهم معه. أي إن المدرسة حسب إميل دوركايم ذات وظيفة سوسيولوجية وتربوية هامة، أي إنها فضاء يقوم بالرعاية والتربية والتنشئة الاجتماعية وتكوين المواطن الصالح. ومن ثم فالمدرسة"هي المكان أو المؤسسة المخصصة للتعليم، تنهض بدور تربوي لايقل خطورة عن دورها التعليمي، إنها أداة تواصل نشيطة تصل الماضي بالحاضر والمستقبل، فهي التي تنقل للأجيال الجديدة تجارب ومعارف الآخرين والمعايير والقيم التي تبنوها، وكذا مختلف الاختيارات التي ركزوا وحافظوا عليها، بل وأقاموا عليها مجتمعهم الحالي..."[4]. إذاً، فالمدرسة فضاء تربوي وتعليمي، وأداة للحفاظ على الهوية والتراث ونقله من جيل إلى آخر، وأس من أسس التنمية والتطور وتقدم المجتمعات الإنسانية. بيد أن المدرسة لها أدوار فنية وجمالية وتنشيطية أخرى إذ" تتحمل مسؤولية إعطاء التلاميذ فرصة ممارسة خبراتهم التخييلية وألعابهم الابتكارية التي تعتبر الأساس لحياة طبيعية يتمتعون فيها بالخبرة والحساسية الفنية".[5]
وهكذا يتبين لنا أن للمدرسة وظيفة تعليمية وتربوية وتنشيطية. لكن ماهي الحياة المدرسية؟
يقصد بالحياة المدرسية la vie scolaire[6] تلك الفترة الزمنية التي يقضيها التلميذ داخل فضاء المدرسة، وهي جزء من الحياة العامة للتلميذ/ الإنسان. وهذه الحياة مرتبطة بإيقاع تعلمي وتربوي وتنشيطي، متموج حسب ظروف المدرسة وتموجاتها العلائقية والمؤسساتية. وتعكس هذه الحياة المدرسية مايقع في الخارج الاجتماعي من تبادل للمعارف والقيم، وما يتحقق من تواصل سيكواجتماعي وإنساني. وتعتبر"الحياة المدرسية جزءا من الحياة العامة المتميزة بالسرعة والتدفق، التي تستدعي التجاوب والتفاعل مع المتغيرات الاقتصادية والقيم الاجتماعية والتطورات المعرفية والتكنولوجية التي يعرفها المجتمع، حيث تصبح المدرسة مجالا خاصا بالتنمية البشرية. والحياة المدرسية بهذا المعنى، تعد الفرد للتكيف مع التحولات العامة والتعامل بإيجابية، وتعلمه أساليب الحياة الاجتماعية، وتعمق الوظيفة الاجتماعية للتربية، مما يعكس الأهمية القصوى لإعداد النشء، أطفالا وشبابا، لممارسة حياة قائمة على اكتساب مجموعة من القيم داخل فضاءات عامة مشتركة".[7]
ويمكن النظر إلى الحياة المدرسية من زاويتين متكاملتين ومتميزتين عن الحياة العامة للمتعلم التي يعيشها في مؤسسات خارجية موازية للمدرسة.
- أولا، الحياة المدرسية" باعتبارها مناخا وظيفيا مندمجا في مكونات العمل المدرسي يستوجب عناية خاصة ضمانا لتوفير مناخ سليم وإيجابي يساعد المتعلمين على التعلم واكتساب قيم وسلوكيات بناءة. وتتشكل هذه الحياة من مجموع العوامل الزمانية والمكانية، والتنظيمية، والعلائقية، والتواصلية، والثقافية، والتنشيطية المكونة للخدمات التكوينية والتعليمية التي تقدمها المؤسسة للتلاميذ".[8]
- وثانيا، الحياة المدرسية" باعتبارها حياة اعتيادية يومية للمتعلمين يعيشونها أفرادا وجماعات داخل نسق عام منظم، ويتمثل جوهر هذه الحياة المعيشية داخل الفضاءات المدرسية في الكيفية التي يحيون بها تجاربهم المدرسية، وإحساسهم الذاتي بواقع أجوائها النفسية والعاطفية".[9]
لكن المفهوم الحقيقي للحياة المدرسية هي تلك الحياة التي تسعد التلميذ وتضمن له حقوقه وواجباته وتجعله مواطنا صالحا. أي إن الحياة المدرسية هي مؤسسة المواطنة والديمقراطية والحداثة والاندماج الاجتماعي والابتعاد عن الانعزال والتطرف والانحراف وكل الظواهر السلبية الأخرى. وبصيغة أخرى، إن الحياة المدرسية هي التي" تسعى إلى توفير مناخ تعليمي/تعلمي قائم على مبادئ المساواة والديمقراطية والمواطنة، وهذه المبادئ تعد تعبيرا أمينا عن حقوق الإنسان وصون كرامته واحترام إنسانيته. وإذا كان مفهوم الحياة المدرسية يعنى مجموعة من التفاعلات، فإن معياره هو التمثيل العام لكل الفاعلين داخل كل مراحل التعليم.
وتتحدد جوانب الحياة المدرسية في إزالة المعوقات المادية والمعنوية التي تحول بين المتعلمين والتعليم، وتوفير أحسن الظروف الميسرة للتعليم، وقيام العملية التعليمية على أساس مشاركة كل الأطراف، وتقديم الخدمات التعليمية بصرف النظر عن أي اعتبارات خارجية، وتحقيق المساواة بين مختلف المناطق والجهات والبنيات المحلية"[10].
إذاً، فالحياة المدرسية سمة الحداثة والجودة والانفتاح والتواصل والشراكة والإبداع والخلق. يشارك فيها كل المتدخلين والفاعلين سواء أكانوا ينتمون إلى النسق التربوي أم النسق الإداري أم النسق الخارجي السوسيو اقتصادي. كما أن إطار الحياة المدرسية هو"إطار ديمقراطية الحوار بين الأفراد والجماعات والمؤسسات، وحرية التعبير والمشاركة في صنع القرار وتحمل المسؤوليات. أما المجال، فهو مجال التطور والسعي الحثيث نحو المشاركة في تأسيس أبعاد مجتمعية حداثية تضع من بين أهدافها تنمية قدرات الإنسان، وتشدد على المفاهيم والقيم القادرة على ترسيخ إرادة المواطنين وكفاياتهم على صناعة حاضرهم ومستقبلهم بالعلم والفكر المبدع الذي يحمل مشروع صياغة مجتمع مغربي متجدد".[11]
وهنا ينبغي أن نميز بين مدرسة الحياةl'école de la vie والحياة المدرسيةla vie scolaire ؛ لأن المدرسة الأولى من نتاج التصور البراگماتي ( جون ديوي ووليام جيمس..) الذي يعتبر المدرسة وسيلة لتعلم الحياة وتأهيل المتعلم لمستقبل نافع، ويعني هذا أن المدرسة ضمن هذا التصور عليها أن تحقق نتائج محسوسة في تأطير المتعلم لمواجهة مشاكل الحياة وتحقيق منافع إنتاجية تساهم في تطوير المجتمع نحو الأمام عن طريق الإبداع والاكتشاف وبناء الحاضر والمستقبل. ومن ثم، فالمدرسة هنا هي مدرسة ذات أهداف مادية تقوم على الربح والفائدة والمنفعة وتحقيق المكاسب الذاتية والمجتمعية. أما المدرسة الثانية فهي " تشكل كلا متجانسا ومترابطا يجمع المدرسي والموازي وينظم الإعلام التوجيهي، ويدعم مشروع التلميذ ويكونه في بعده المواطني، وينشط النظام التمثيلي والحركة الثقافية والموضوعات الأفقية ويدعم العمل الفردي ويعزز قدرته على الابتكار"[12]. أي إن هذه الحياة المدرسية تكون المتعلم الإنسان وتهذبه أخلاقيا وتجعله قادرا على مواجهة كل الوضعيات الصعبة في الحياة مع بناء علاقات إنسانية اجتماعية وعاطفية ونفسية. وهذه العلاقات أهم من الإنتاجية الكمية والمردودية التي تكون على حساب القيم والمصلحة العامة والمواطنة الصادقة.
2- مقومات الحياة المدرسية:
ترتكز الحياة المدرسية على مجموعة من المقومات الأساسية تتمثل في مايلي:
- الحياة المدرسية هي فضاء المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان؛
- هي مدرسة السعادة والأمان والتحرر والإبداع وتأسيس مجتمع إنساني حقيقي تفعل فيه جميع العلاقات والمهارات؛
- تمثل بيداغوجيا الكفايات والمجزوءات؛
- تحقيق الجودة من خلال إرساء الشراكة الحقيقية وإرساء فلسفة المشاريع ؛
- التركيز على المتعلم باعتباره القطب الأساس في العملية البيداغوجية عن طريق تحفيزه معرفيا ووجدانيا وحركيا وتنشيطيا؛
- انفتاح المؤسسة على محيطها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي؛
- المدرسة مجتمع مصغر من العلاقات الإنسانية والتفاعلات الإيجابية؛
- تنشيط المؤسسة ثقافيا وعلميا ورياضيا وفنيا وإعلامياتيا، وتسخير فضاء المؤسسة لصالح التلميذ عن طريق تزيينها وتجميلها؛
- تجاوز مدرسة البيروقراطية الإدارية والتربوية نحو مدرسة التحرر والإبداع والتنشيط؛
- تغيير الاستعمالات الزمنية الإدارية الأحادية بسياقات زمنية منفتحة على ماهو معرفي وتنشيطي ورياضي، أي إن استعمال الزمن عليه أن يراعي الحصص المعرفية وحصص التنشيط وحصص التربية الرياضية؛
- تغيير الفضاءات المدرسية المنغلقة التي توحي بالروتين والعدائية والتطرف بفضاءات مدرسية منفتحة قوامها التحرر والإبداع والتعلم الذاتي والإحساس بالجمال والنظام والتشكيل الجمالي والبيئي.
- علاقات أطراف النسق الإداري والتربوي مع التلميذ علاقات إنسانية أساسها الاحترام والحوار و المساواة والأخوة والعدالة والإصغاء وتحفيز روح المبادرة والتعاون التشاركي.
3- غايات فلسفة الحياة المدرسية:
حددت المذكرة الوزارية رقم87 المؤرخة بــ 10 يوليوز لسنة2003 مجموعة من الغايات والأهداف ،وهي على النحو التالي:
*إعمال الفكر، والقدرة على الفهم والتحليل، والنقاش الحر، وإبداء الرأي واحترام الرأي الآخر؛
* التربية على الممارسة الديمقراطية وتكريس النهج الحداثي والديمقراطي؛
* النمو المتوازن عقليا ونفسيا ووجدانيا؛
* تنمية الكفايات والمهارات والقدرات لاكتساب المعارف، وبناء المشاريع الشخصية؛
* تكريس المظاهر السلوكية الإيجابية، والاعتناء بالنظافة ولياقة الهندام، وتجنب ارتداء أي لباس يتنافى والذوق العام، والتحلي بحسن السلوك أثناء التعامل مع كل الفاعلين في الحياة المدرسية؛
* جعل المدرسة فضاء خصبا يساعد على تفجير الطاقات الإبداعية واكتساب المواهب في مختلف المجالات؛
* الرغبة في الحياة المدرسية والإقبال على المشاركة في مختلف أنشطتها اليومية بتلقائية؛
* جعل الحياة المدرسية عامة، والعمل اليومي للتلميذ خاصة، مجالا للإقبال على متعة التحصيل الجاد؛
* الاستمتاع بحياة التلمذة، وبالحق في عيش مراحل الطفولة والمراهقة والشباب من خلال المشاركة الفاعلة في مختلف أنشطة الحياة المدرسية وتدبيرها؛
* الاعتناء بكل فضاءات المؤسسة وجعلها قطبا جذابا وفضاء مريحا.
4- المتدخلون في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها:
يحتاج تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها إلى تدخل مجموعة من المتدخلين التربويين والاجتماعيين والاقتصاديين من متمدرسين ومدرسين وإداريين ومؤطرين تربويين وجميع شركاء المؤسسة سواء الداخليين منهم كالأسرة وجمعية آباء وأولياء التلاميذ وأمهاتهم أو الخارجيين كالجماعة المحلية وشركاء اقتصاديين أو اجتماعيين وكل الفعاليات الإبداعية في المجتمع المدني...
· المتمــــدرســون:
إن المتمدرس هو المحور الأساس والمستهدف من كل عملية تربوية أو تنظيمية أو تنشيطية تشهدها الحياة المدرسية. يجب أن يشارك مشاركة فعالة في مختلف هذه الأنشطة الصفية أو الموازية. والمتمدرس في التعليم الثانوي مثلا يمر بمرحلة هامة في حياته، يحتاج إلى من يهتم به من الناحية السيكولوجية للتعرف على أحواله النفسية ومساعدته ليتمكن من تجنب بعض الانحرافات السلوكية التي تحد من فعاليته في الحياة المدرسية. يجب أن نعده للمستقبل مستثمرين قدراته في الإنتاج النافع عن طريق انخراطه في مجالس المؤسسة وأنديتها الثقافية والتربوية حسب رغباته وميوله ساعين دائما إلى زيادة قدراته" على العمل في شروط ميسرة لامعسرة"[13].
· المدرســــون:
يعتبر تدخل المدرسين في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها فعلا رئيسيا وفق وظائف المدرسة الجديدة التي لا تقتصر فيها وظيفة المدرسين على حشو أذهان المتمدرسين بالمعلومات الجاهزة، وإنما تتعداها إلى التكوين و التأطير والتربية على المواطنة وحقوق الإنسان وغيرها من القيم الإنسانية النبيلة، ولهذا ينبغي أن تكون هيئة التدريس هيئة متدخلة رئيسية في الحياة المدرسية قدوة ونموذجا، ومن واجبها الانخراط في مشاريع المؤسسة، وفي التنشيط المدرسي في جميع المجالات داخل الفصل أو خارجه، وذلك بتبني الطرائق البيداغوجية والديداكتيكية الملائمة التي تستجيب للحاجيات النفسية والعاطفية للمتمدرسين وتنظيم الأنشطة المندمجة والداعمة وتكوين أندية منفتحة على المجتمع المحلي والجهوي والوطني لاستقطاب الفعاليات في مجال الفكر والإبداع.
· الإدارة المدرسية:
إذا كان المتعلم هو المحور الأساس في العملية التعليمية/ التعلمية، وفي كل عملية تنشيطية لأنه هو المستهدف بالتكوين تكوينا سليما وصحيحا قصد تهذيبه وجدانيا وتنميته معرفيا وتحفيزه حركيا، والعمل على رعايته وتنشئته تنشئة إسلامية قائمة على المواطنة والحفاظ على الهوية والانفتاح على الإنسانية وثقافة الآخر، فإن الإدارة المدرسية تكمن أهميتها في التأطير والتنظيم والتنشيط التربوي، والعمل على تقوية التواصل بين مختلف المتدخلين في الحياة المدرسية، ونجاحها يتوقف على مدى مساهمتها في تفعيل المنظومة التربوية، واقتراح مشاريع تربوية أو مادية، مدعومة من قبل هيئة التدريس، خاصة أعضاء مجلس التدبير.
وينبغي أن تكون هذه المشاريع مبنية على خطة تشاركية يتم من خلالها انفتاح المؤسسة على محيطها الذي يسمح لها باستثمار إمكاناتها المتوفرة. ولن يتأتى ذلك إلا إذا كانت الإدارة تؤمن بالديمقراطية والتواصل والانفتاح والشراكة، وتعمل على تحقيق حرية أكبر في إطار اللاتركيز. وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد الدريج:" يتطلب مشروع الإصلاح حرية أكبر للمؤسسات في إطار اللامركزية وتفتحها على محيطها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وإقامتها لمشاريع تربوية وعلاقات شراكة...".[14]
إن هيئة الإدارة التي نتحدث عنها هي الإدارة الفاعلة التي تتشكل من فريق متكامل، يقوده قائد يحترم المبادرة، ويشجع السلوكيات الإيجابية ويفتح الحوار مع المدرسين والآباء وشركاء المؤسسة، وهذا مايدعو إليه الميثاق الوطني للتربية والتكوين:" يتمتع المشرفون على تدبير المؤسسات التربوية والإدارات المرتبطة بها بنفس الحقوق المخولة للمدرسين، وعليهم الواجبات التربوية نفسها وبالأخص: الحوار والتشاور مع المدرسين والآباء والأمهات وسائر الأولياء وشركاء المؤسسة".[15]
ويلعب الحارس العام في هذا الفريق دورا حاسما ومركزيا إذا توفرت لديه الإرادة والعزيمة، ويشتغل في ظروف حسنة، بحكم موقعه وقربه من جميع المتدخلين في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها.
· الفرق التربوية ومجالس المؤسسة:
تحتل الفرق التربوية في المؤسسات التعليمية مكانة بارزة في تنظيم الحياة المدرسية وتنشيطها، وتتمثل في إبداء الملاحظات والاقتراحات حول البرامج والمناهج، وبرمجة مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية وتحيين الإمكانيات والتدابير اللازمة لتنفيذها وغير ذلك من الأعمال التنظيمية والتربوية ، وإن و"اعتماد الفرق التربوية بمختلف الأسلاك كآليات تنظيمية وتربوية لمن شأنه أن يقوي فرص نجاح التغييرات المرغوب فيها، ولضمان فعالياتها وانتظام أنشطتها تحدد بشكل دوري مهام هذه الفرق وطبيعة أعمالها ووظيفتها الاستشارية في تنشيط الحياة المدرسية...."[16]
أما مجالس المؤسسة فتحددها المادة17 من المرسوم الوزاري رقم2.02.376 بتاريخ 17 يوليوز 2002 تحت عنوان" مجالس تدبير مؤسسات التربية والتعليم العمومي" .
ونجد في دليل الحياة المدرسية عدة مهام موكولة لهذه المجالس، نذكر منها على سبيل المثال بعض مهام مجلس التدبير، هذا المولود الجديد في الساحة التعليمية الذي جاء لتفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها، وذلك بوقوفه بجانب الهيئة الإدارية للرفع من مستوى التدبير التربوي والإداري والمالي للمؤسسة، هو الذي يقوم" بدراسة برنامج العمل السنوي الخاص بأنشطة المؤسسة وتتبع مراحل إنجازه، ويبدي رأيه بشأن مشاريع اتفاقيات الشراكة التي تعتزم المؤسسة إبرامها".[17]
هذا ويمثل مجلس التدبير السند والدعامة الأساسية لهيئة الإدارة في اتخاذ مبادرات شجاعة تتعلق بمشاريع المؤسسة، سعيا وراء الاستقلالية وتحقيقا لمبدإ اللامركزية. كما تقوم مجالس المؤسسة بدور كبير في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها، إذا ما انتخبت انتخابا ديمقراطيا، وأعضاؤها من رجال تعليم وإدارة وتلاميذ لهم الرغبة والإرادة القويتان في تخطي الواقع المتدني لإيجاد الحلول الملائمة للمشاكل التي تعاني منها المؤسسة التعليمية والمساهمة في الارتقاء بالحياة المدرسية بها.
· الجمعيـــات المدرسيــة:
من أهم الجمعيات المدرسية في التعليم الثانوي التأهيلي التي بإمكانها تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها نستحضر: جمعية الأنشطة الاجتماعية والتربوية والثقافية، والجمعية الرياضية.
* جمعية الأنشطة الاجتماعية والتربوية والثقافية:
تنشط هذه الجمعية في مجالات متعددة، تساعد التلاميذ المعوزين وتلبي حاجياتهم المادية وتقدم للتلاميذ المتعثرين دراسيا حصصا في الدعم والتقوية، وتنظم للمجتمع المدرسي محاضرات وعروضا، وتمنح للتلاميذ المتفوقين جوائز تشجيعية، وغيرها من الأنشطة الاجتماعية والتربوية والثقافية.
* الجمعية الرياضية:
تنشط هذه الجمعية في الميدان الرياضي، تنظم المباريات والمسابقات بين الأقسام أو المؤسسات أو بين فرق الأحياء، ويمكن لها أن تقترح عدة أشكال من الشراكة مع الفعاليات الرياضية المحلية أو الجهوية، وحتى الوطنية في مجال تبادل الخبرات و اكتشاف اللاعبين الموهوبين.
· هيئة التأطير والمراقبة التربوية والمادية والمالية والتوجيه والتخطيط التربوي:
تقوم هذه الهيئة" بمهام التأطير والتكوين واستكمال التكوين من أجل تحسين جودة التعليم، فتقوم بتتبع الحياة المدرسية وتقويمها بكيفية دائمة ومستمرة".[18] ودور هذه الفئة في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها لايخفى على أحد إن هي قامت بواجبها سواء على المستوى الديداكتيكي أم التوجيهي للتنشيط التربوي والثقافي.
· شركاء المؤسسة:
تسعى المؤسسة المغربية الجديدة إلى أن تكون منفتحة على محيطها بفضل المنهج التربوي الحديث الذي يستحضر" المؤسسة داخل المجتمع والمجتمع في قلب المؤسسة. إذ للمجتمع الحق في الاستفادة من المؤسسة، ومن واجبه المساهمة في الرفع من قيمتها. وفي هذا الصدد يمكن تقسيم شركاء المؤسسة إلى قسمين: شركاء داخليين كالأسرة وجمعية الآباء وأولياء التلاميذ وشركاء خارجيين كالجماعة المحلية والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وغيرهم.
· الأسرة وجمعية الآباء وأولياء التلاميذ:
يرى دليل الحياة المدرسية أن الأسرة تتدخل" بصفتها معنية بتتبع المسار الدراسي لأولادها ويتم ذلك بكيفية مباشرة، وفي تكامل وانسجام في المدرسة... أما جمعية آباء وأولياء التلاميذ فتعتبر هيئة مساهمة في تنظيم الحياة المدرسية وتنشيطها..."[19]
لقد أشارت المذكرة الوزارية رقم 28 الصادرة بتاريخ شعبان 1412 الموافق لــ18 فبراير 1992 إلى ضرورة التعاون بين جمعية آباء وأولياء التلاميذ والمؤسسة التعليمية، لأن هذا التعاون ضروري لسعادة التلميذ وخدمة المؤسسة بتفعيلها ماديا ومعنويا، وتحقيق التكامل المنشود بين المؤسسة وهذه الجمعيات. ويتمثل التعاون في المشاركة الفعلية لأولياء التلاميذ في تدبير المؤسسة وصيانتها وتمويلها والحضور عن كثب للاطلاع على مايقوم به فلذات أكبادهم من الأنشطة التربوية التثقيفية، ويتطلب هذا التعاون كسر الحواجز الإدارية والاجتماعية والنفسية بين المؤسسة وجمعيات الآباء...ولابد أن تشارك هذه الجمعيات فعليا في مجلس التدبير قصد مراقبة سلوكيات المتعلمين ونتائجهم، وإبداء الملاحظات حول المناهج والبرامج وتتبع سير المؤسسة وتقديم المساعدات للتلاميذ المتعثرين في دراستهم، وتتبع حالتهم الصحية وتغيباتهم، علاوة على تمثيلهم مركزيا ولا مركزيا، والدفاع عن رغباتهم وطلباتهم المشروعة، والمشاركة في بناء مدرسة سعيدة قوامها الأمل والمواطنة والديمقراطية والإبداع والتجديد التربوي. ولابد من استحضار أولياء التلاميذ وإشراكهم في اتخاذ القرارات الخاصة بالمؤسسة سواء التربوية منها أم المادية وأي إقصاء لهم أو تهميش سينعكس سلبا على المردودية التربوية. فعمل المدرس يبقى قاصرا في القسم مادام لم يكمل في المنزل من قبل المتعلمين تحت مراقبة أوليائهم لتحفيزهم وتشجيعهم.
ومن خلال هذا يتبين لنا أن دور الأسرة وجمعية الآباء دور مهم وفعال في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها.
· الجماعة المحلية:
على الجماعة المحلية أن تعطي الأهمية للمؤسسة التعليمية المتواجدة في حدودها الترابية باعتبارها مصدر تكوين رجال مستقبلها، فالمؤسسة تقوم بإعداد الشباب للحياة العملية المنتجة لفائدة الجماعة. وبناء على هذا الوعي، تقوم الجماعة المحلية بواجبات الشراكة مع المؤسسة والإسهام في مجهود التربية والتكوين.
· الفاعلون الاقتصاديون والاجتماعيون:
تعمل المدرسة الحديثة على إشراك مختلف الشركاء في تطوير آلية اشتغالها وفي دعم مشاريعها وأنشطتها المختلفة، ويلعب الفاعلون الاقتصاديون والاجتماعيون دورا أساسيا في ربط المؤسسة بمحيطها، وتمكين المتعلمين من الاندماج في عالم الشغل مستقبلا، فهم يساهمون في الرفع من مردودية المؤسسة وتكوين أطرها البشرية، وتقديم المساعدات اللازمة المادية والمعنوية، ويشاركون إلى جانب المتدخلين الآخرين في الحياة المدرسية في خلق مدرسة سعيدة مستقلة بإمكانياتها المادية والبشرية، وتقتضي الشراكة عموما" التعاون بين الأطراف المعنية وممارسة أنشطة مشتركة وتبادل المساعدات والانفتاح على الآخر مع احترام خصوصياته"[20].
يبدو لنا من خلال استعراض للمتدخلين في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها أن هناك تفاعلا بين مكونات النسق التربوي الداخلي والمحيط الخارجي عبر مكون الشراكة والتمويل والتنشيط ، وأن الحياة المدرسية قوامها الانفتاح على المحيط الذي يعد عنصرا أساسيا في الجودة والإصلاح: فتنظيم الأنشطة الثقافية أو الرياضية أو الفنية بالتعاون مع مختلف الهيئات في الحي أو في المدينة التي توجد فيها المدرسة يساعد على إغناء التجربة التربوية. وفي المقابل تقوم المؤسسة بتنظيم أنشطة لفائدة المواطنين في الحي أو المنطقة، فتتحول المؤسسة بذلك إلى مركز ثقافي إشعاعي وتربوي يتسع ليشمل الجهة بأسرها.[21]
5- أهمية تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها:
جاء الميثاق الوطني للتربية والتكوين في بلادنا سعيا وراء" تجاوز الحياة المدرسية الرتيبة المنغلقة على نفسها، والتي تعتمد على تلقين المعارف وحشو الرؤوس بالأفكار ومحتويات المقررات والبرامج السنوية، وتهمل التنشيط المدرسي، إلى حياة مدرسية نشطة، يتوفر فيها المناخ التعليمي/ التعلمي القائم على مبادئ المساواة والديمقراطية والمواطنة، حياة مدرسية متميزة بالفعالية والحرية والاندماج الاجتماعي، تثير في المتعلم مواهبه وتخدم ميولاته وتكون شخصيته وتنشطها نشاطا تلقائيا وحرا في وسط اجتماعي قائم على التعاون لا على الإخضاع".[22]
وتنص المادة التاسعة من القسم الأول من الميثاق على هوية مدرسة جديدة، هي مدرسة الحياة أو الحياة المدرسية التي ينبغي أن تكون- حسب الميثاق:
أ- " مفعمة بالحياة، بفضل نهج تربوي نشيط، يتجاوز التلقي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعلم الذاتي، والقدرة على الحوار والمشاركة في الاجتهاد الجماعي".
ب- " مفتوحة على محيطها بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة، والخروج إليه منها بكل ما يعود بالنفع على الوطن، مما يتطلب نسج عاقات جديدة بين المدرسة وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي".[23]
ويتبين لنا من خلال هذه المادة التشريبعية أن الحياة المدرسية النشطة تتميز بالحرية والمواطنة وحقوق الإنسان والمسؤولية والالتزام والإبداع والمشاركة الفاعلة والعمل في إطار الفريق للخلق والابتكار وتحقيق التنمية الحقيقية الشاملة. و" تتحدد جوانب الحياة المدرسية في إزالة المعوقات المادية والمعنوية التي تحول بين المتعلمين والتعليم، وتوفير أحسن الظروف الميسرة للتعليم، وقيام العملية التعليمية على أساس مشاركة كل الأطراف وتقديم الخدمات التعليمية والتربوية بصرف النظر عن أي اعتبارات خارجية، وتحقيق المساواة بين مختلف المناطق والجهات والبنيات المحلية"[24].
ويعني هذا، أن الحياة المدرسية تؤسس مجتمعا ديمقراطيا حرا، ومؤسسة مسؤولة في صنع القرار وتحمل المسؤولية، قصد الدخول في الحداثة وتنمية قدرات الإنسان المغربي، ويهدف الميثاق إلى جعل المنظومة التربوية" مصلحة تابعة للدولة مسيرة بطريقة مستقلة sigmaعلى غرار الجامعات ذات الاستقلال المعنوي والمادي والمالي"[25]. وستشدد مدرسة الحياة في إطار التوجه الجديد للتربية على" المضامين والقيم القادرة على ترسيخ إرادة المواطنين وكفاياتهم على صناعة حاضرهم ومستقبلهم بالعلم والفكر المبدع الذي يحمل مشروع صياغة مجتمع مغربي متجدد"[26]
يهدف ميثاق التربية والتكوين من خلال تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها إلى التحرر من التصورات المركزية والروتين الإداري والسعي نحو التجديد والتطوير والحداثة والتعلم الذاتي، فتفتق قريحة المتعلم ومخيلته الإبداعية، وتصقل مواهبه عن طريق مشاركته في الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية.
ومن أهداف المدرسة المغربية الحديثة الحفاظ على حضارة الأمة المغربية وهويتها ومقدساتها وثوابتها، والجمع بين الأصالة والمعاصرة للإنسان المغربي، مع الانفتاح الإعلامي والثقافي والاجتماعي على العالم. وبالتالي، تأسيس مجتمع مغربي حديث وديمقراطي، يمتلك زمام العلوم وناصية التكنولوجيا المتقدمة، يكون قادرا على رفع شعار التحدي في عهد العولمة والمنافسة التجارية والإعلامية والعلمية والتكنولوجية الرقمية.
6- المعيقات التي تحول دون تنشيط الحياة المدرسية:
تتميز الحياة المدرسية بالتنشيط الثقافي والفني والديني والاجتماعي والأدبي والمعلومياتي، وغيرها من الأنشطة الهادفة المختومة بأحسن النتائج، وفي المقابل نجد مدرسة الجمود والركون والتلقين، تركن إلى الخمول والتطرف والانزواء والضعف الدراسي. ومن بين المعيقات التي تحول دون تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها نجد:
· المعيقات الديداكتيكية أو التربوية:
تنص البرامج والمناهج على إكساب المتعلمين المعارف والأفكار والقيم دون تنشيطهم فنيا أو رياضيا أو اجتماعيا. وما كثرة الساعات التي تقيدهم في القسم إلا دليل على الجانب التلقيني وغياب الجانب الفني التنشيطي.
وإذا تأملنا النصوص التي توجه إلى التلاميذ في التعليم الثانوي التأهيلي سنجدها نصوصا معرفية تخاطب العقل والمنطق والذاكرة، وحتى وإن وجدت نصوص تنشيطية كالنصوص المسرحية، فهي موجهة للقراءة المعرفية، دون تمثيلها أو مسرحتها لانعدام المؤطرين المسرحيين وقاعات العرض بالمؤسسات التعليمية، وما يعزز هذا القول، عدم تنصيص مقدمات الكتب المدرسية على الكفايات التنشيطية، حتى وإن وجدت، فهي إشارات عابرة لاتدخل في صميم الممارسة الديداكتيكية، مما يدل على الطابع المعرفي التلقيني للمقررات والحصص الدراسية. وكل ما تعلق بالممارسة الفنية أو الوجدانية أو الرياضية أو أي نشاط اجتماعي آخر يعد فعلا زائدا وهامشيا لاقيمة له.
· المعيقات الإدارية:
لايحظى التنشيط المدرسي في مؤسسات التعليم بالاهتمام الذي يستحقه. إذ التوجيهات الإدارية الرسمية لاتشير إليه إلا في مناسبات الاحتفال بالأعياد والأيام الوطنية والدولية، وتبقى هذه التوجيهات إلزامية نظريا دون أن يتسم تفعيلها إداريا وميدانيا بالشكل المطلوب، بسبب ضعف المبادرة لدى الفاعلين التربويين، من أساتذة ورجال الإدارة والتلاميذ وغيرهم... وانعدام المنشطين المتخصصين في هذا المجال.
ولايمكن لرجال الإدارة ممارسة هذا الفعل التنشيطي – وحدهم- لانعدام وقت الفراغ لديهم بسبب كثرة الأعباء الإدارية، وانعدام المحفزات. وحتى التلاميذ مع النظام الجديد للبكالوريا لم يعودوا يملكون الوقت الكافي ، فما لديهم من أوقات الفراغ يقضونها في مراجعة الدروس، فهم في صراع مستمر مع الزمن والمقرر قصد الحصول على المعدل في الامتحان الجهوي أو الوطني.
ويعني هذا أن النظام الجديد للبكالوريا عائق من عوائق التنشيط المدرسي، إذ يجعل التلميذ مجرد خزان للمعلومات، وذاكرة لحشو الأفكار وحفظها ونسيانها بعد الامتحان. وأضيف إليه عائقا آخر عندما تقف الإدارة التربوية حجرة عثرة في وجه أي فعل تنشيطي يريد أن يقوم به الأستاذ أو التلميذ بدعوى أنه مضيعة للوقت وتهرب من الحصص الرسمية التي تخلو من التنشيط.
ولهذا يجب على الإدارة التربوية دعم النشاط المدرسي بتشجيع المبادرات الفردية والجماعية كيف ماكان مصدرها، حتى نحارب رتابة الحياة المدرسية الحالية وكسادها، ونحقق للمتعلم الاندماج الاجتماعي.
· المعيقات المادية والبشرية:
من المعلوم أن أي مشروع تربوي كيفما كان لايتحقق نجاحه إلا بوجود الإمكانات المادية والبشرية الرهينة بتفعيله وتنشيطه. وإذا كانت المؤسسة التعليمية تفتقر إلى العنصر البشري المؤهل للتنشيط وإلى قاعات التشخيص المسرحي والأندية الثقافية والموسيقية وقاعات الرياضة وورشات التشكيل وقاعات الترفيه فإنها لن تتمكن من خلق أجواء ديناميكية للفعل التنشيطي داخل المؤسسة لا في مجال الفن والأدب والرياضة ولا في مجال آخر. وأمام هذا العائق المادي والبشري، لابد للجماعة المحلية والمجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية التدخل للمساهمة في تمويل قطاع التربية والتكوين من أجل الاستثمار في العنصر البشري، المتمثل في المتعلم الذي هو رجل المستقبل، وتكوينه يهم المجتمع بأكمله، لأنه هو الذي سيحرك عجلة التنمية، وسيقود المجتمع نحو آفاق مشرقة ومتقدمة.
ولهذا، يصبح واجبا على كل المتدخلين في الحياة المدرسية محاولة إزالة العوائق التي تحول دون تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها حتى ينهض نظام التربية والتكوين بوظائفه كاملة تجاه الأفراد والمجتمع. وذلك" بمنح الأفراد فرصة اكتساب القيم والمعارف والمهارات التي تؤهلهم للاندماج في الحياة العملية( ...)، وبتزويد المجتمع بالكفاءات من المؤهلين والعاملين الصالحين للإسهام في البناء المتواصل لوطنهم على جميع المستويات...."[27].
· المعيقـــــــات الاجتمـــــــاعية:
* الأسرة والتنشيط:
إن مشاركة الأطفال والشباب في عملية التنشيط المدرسي غالبا ما يحتاج إلى موافقة الأسرة، ومن دون هذه الموافقة يستحيل عليهم المشاركة في الأنشطة خاصة تلك التي تتطلب التغيب عن الأسرة أوالتأخر. وتتخوف الأسرة من أن تؤدي مشاركة أبنائها في برامج تنشيطية إلى احتكاكهم بأشخاص منحرفين، ثم إن التنشيط بالنسبة لكثير من الآباء والأمهات مضيعة للوقت، ولا يمارس إلا على حساب الإلمام بالمقرر الدراسي.
هذه هي أهم المعيقات التي تحول دون تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها. ولقد تراجعت المؤسسات التعليمية عن التنشيط بكل أنواعه داخل الفصل وخارجه. وأصبح الاهتمام منصبا أكثر على التلقين وحشو رؤوس المتعلمين بالمعارف الجاهزة في أسرع وقت ممكن للتمكن من إنهاء المقرر واجتياز الفروض والامتحانات.
وعليه، فلقد حل التلقين محل التنشيط ، لذا جاء الميثاق الوطني للتربية والتكوين ليعالج هذه الظاهرة التربوية الخطيرة، ليدعو إلى التنشيط الفعال، وإلى الحرية والتجديد والابتكار، تحت شعار" من أجل مدرسة فعالة ومتقدمة ومبدعة"، كما ورد في الفصل(131) من الميثاق:" تعد التربية والرياضية والأنشطة المدرسية الموازية مجالا حيويا وإلزاميا في التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وتشتمل على دراسات وأنشطة تساهم في النمو الجسمي والنفسي والتفتح الثقافي والفكري للمتعلم"[28].
وعلى الرغم من هذه الدعوة البيداغوجية الجديدة، إلا أن نظرية الحياة المدرسية لم تطبق إلى حد الآن، إذ أصبحت الدعوة حبرا على ورق وحلما بعيد المنال، وتصورا نظريا مجردا بعيدا عن التطبيق الميداني والتفعيل الحقيقي بسبب نقص الإمكانيات المادية والبشرية ، وانعدام الرغبة الصادقة في ترجمة التصور إلى أعمال إجرائية ملموسة، كما أن الجودة التربوية أصبحت اليوم حديثا يوتوبيا وخطابا طوباويا مثاليا لا يمت بأي صلة إلى واقع المؤسسة المغربية التي أوشكت على الانهيار والتدني والانحطاط ، وظل مبدأ الجودة شعارا سياسيا موسميا وقرارا إيديولوجيا وديماغوجيا لا رصيد له في الواقع المغربي.
خاتمة:
لم تعد المدرسة اليوم فضاء للتعليم والتلقين منعزلة عن المجتمع، بل صارت مدرسة الحياة وفضاء للسعاة والأمان، يشعر فيها المتعلم بالدفء والحميمية وشاعرية الانتماء.
إن مدرسة الحياة لهي مدرسة المواطنة والإبداع والمشاركة والتنشيط والتفاعل البناء والإيجابي بين كل المتدخلين في الحياة المدرسية، من فاعلين تربويين وشركاء المدرسة الاقتصاديين والاجتماعيين وكل فعاليات المجتمع المدني.
وإذا كان التنشيط ذا مفهوم عام، يضم الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والإعلامية، والشراكات المادية والمعنوية في تفعيل أدوار الحياة المدرسية، فإنه يساهم في تنمية القدرات الذهنية والجوانب الوجدانية والحركية لدى المتعلم، وتجعله إنسانا صالحا لوطنه وأمته، مبدعا ومبتكرا وخلاقا يهتم بمؤسسته ويغير عليها أيما غيرة، ويساهم في تغيير محيطه الاجتماعي واستدخال الفاعلين الخارجيين والتواصل معهم.
إن المدرسة التي ينشدها الميثاق الوطني للتربية والتكوين هي التي يتحقق فيها التنشيط بكل مستوياته والاندماج بكل إيجابية واقتناع، وذلك من أجل خلق حياة مدرسية ينعم فيها الفاعلون التربويون بالسعادة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي مقدمتهم المتعلمون الذين يتربون على نبذ العنف والتطرف والانعزالية، ويتبنون مبدأ الحوار البناء والمشاركة الفعالة مع باقي المتدخلين في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها في فضاء المحبة والصداقة، لإقصاء التغريب والتهميش والإقصاء. إنها مدرسة منفتحة على محيطها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، يساهم في تطويرها" كل الأطراف المعنية من جماعات محلية وقطاع خاص ومؤسسات إنتاجية وجمعيات ومنظمات وسائر الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، دون إغفال دور الآباء والأمهات ومسؤولي الأسر في المشاركة بالمراقبة والتتبع والحرص على المستوى المطلوب"[29]
لاشك أن تضافر جهود كل هذه الأطراف سيخلق مدرسة مفعمة بالحياة، نشيطة ومتطورة، نحن في أمس الحاجة إليها.
وفي الأخير، نحن نريد متمدرسين نشيطين، وهيئة إدارية نشيطة، وهيئة تدريس نشيطة، ومجالس المؤسسة نشيطة، وهيئة التأطير والمراقبة نشيطة، ونيابة نشيطة، ومجتمع مدرسي نشيط ، حتى يشارك الجميع في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها.
توصيــــــات:
أقترح في ختام هذا البحث مجموعة من التوصيات أراها ضرورية للارتقاء بالحياة المدرسية في مؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي. وإليكم بعض هذه التوصيات:
أ- التطبيق المنهجي لمضامين المذكرات الوزارية والجهوية المتعلقة بتنظيم عملية التنشيط في الحياة المدرسية ومجالاته المتعددة، بتضافر الجهود بين الجهاز الإداري وهيئة التدريس وإشراك المتعلمين، وذلك بتشكيل لجنة مكلفة بمهام التنشيط التربوي، تنبثق عن مجلس تدبير المؤسسة حيث يكون من مهامها:
· وضع خطة عمل وتصميم محكم وبرنامج شامل لفقرات ونماذج التنشيط الممكنة والمزمع إنجازها مع تحديد أهدافها.
· وضع جدول زمني لتوزيع مختلف الأنشطة التربوية على مدار السنة الدراسية، يراعى فيه رصد المناسبات والأيام الدينية والوطنية والعالمية والبيئية لتوعية التلاميذ وتحسيسهم في إطار محاضرات وعروض فنية ومسرحية وإقامة معارض والقيام بزيارات ميدانية لجهات معينة أو مؤسسات صناعية...
ب- تأسيس أندية تربوية تكلف بتنفيذ برامج الأنشطة المسطرة في إطار مشروع المؤسسة.
ت- الوعي بكون عملية تنشيط الحياة المدرسية وظيفة جماعية تتقاسم وتتكامل فيها أدوار كل الفاعلين التربويين كل حسب اختصاصه، باعتبار أن العمل التربوي عمل جماعي تواصلي.
ث- رصد حاجيات المؤسسة والعمل على توفير المستلزمات الضرورية لتنشيط المؤسسات التعليمية بتكثيف التعاون بين لجنة التنشيط والجماعات المحلية والمجالس البلدية.
ج- المطالبة بتخصيص اعتمادات مالية، من قبل الوزارة الوصية، خاصة بتنشيط المؤسسات التعليمية.
ح- وضع آليات من طرف النيابات لمراقبة وتتبع تنفيذ البرامج المسطرة لتنشيط الحياة المدرسة في المؤسسات التعليمية.
خ- مراجعة البرامج التعليمية والمقررات الدراسية الحالية وجداول الحصص، ذلك أن طول هذه المقررات وكثرة الحصص الدراسية لا يتركان للمتعلم هامشا من الوقت للقيام بأي نشاط تربوي آخر.
د- تكوين منشطين متخصصين، مع إدخال مادة التنشيط داخل مقررات وزارة التربية الوطنية.
ذ- العمل على رصد الكفاءات وتحفيزها على الخلق والإبداع بتخصيص جوائز تقديرية لها.
ر- تفعيل دور المكتبة المدرسية بجعلها مركزا تكوينيا وتأطيريا للمتعلمين، يقصدونها وهم حاملون لمشاريع قرائية.
ز- ضرورة إيلاء عناية خاصة لحال الداخليات، وذلك بالتعاون مع الشركاء التربويين والاجتماعيين والاقتصاديين من أجل مساعدتها على توفير تجهيزاتها اللازمة لإنجاز مختلف الأنشطة.
س- العمل على ربط المؤسسة بالعالم الخارجي عن طريق التواصل معه قصد إقناعه بضرورة الانخراط في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها ماديا ومعنويا لكون المدرسة ملكا للجميع...
ش- تبسيط المساطر القانونية وتسهيلها لمواكبة التجديد، والسماح للفاعلين الخارجيين بربط شراكات مع المؤسسات التعليمية دون انتظار التأشير المركزي أو الجهوي أو المحلي.
الهوامش:
[1] - المختار عنقا الإدريسي:( المسرح والتنشيط)، آفاق تربوية، المغرب،ص:92؛
[2] - الطيب أموراق ومحمد صابر: الطفل بين الأسرة والمدرسة(الطفل والفضاء المسرحي)، سلسلة التكوين التربوي،ط1 ،1981،ص:66؛
[3] - الطيب أموراق ومحمد صابر: نفس المرجع، ص:66؛
[4] - وزارة الثقافة والتربية: معجم علم النفس التربوي، تونس، 1990؛
[5] - نقلا عن المختار عنقا الإدريسي:( المسرح والتنشيط)، آفاق تربوية،المغرب، العدد 11/1996ن ص:92؛
[6] -Vitali Christian: la vie scolaire, Hachette.Nouvelles approches, 1997
[7] - وزارة التربية الوطنية والشباب: دليل الحياة المدرسية، شتنبر 2003،ص:4؛
[8] - وزارة التربية الوطنية والشباب: دليل الحياة المدرسية، ص:4؛
[9] - نفس المصدر السابق، ص:4
[10] - محمد مكسي: الحياة المدرسية وإشكالية الحداثة والتطرف، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط2003،ص:7؛
[11] - محمد مكسي: نفسه، ص:7؛
[12] - محمد مكسي: ديداكتيك الكفايات،دار الثقافة ، الدار البيضاء، ط1 ،2003،ص:98؛
[13] - محمد مكسي: نفسه، ص:15؛
[14] - د. محمد الدريج: مشروع المؤسسة والتجديد التربوي في المدرسة المغربية، ج1، ط1، 1996،منشورات رمسيس، الرباط،،ص:77؛
[15] - انظر الميثاق الوطني للتربية والتكوين الصادر عن وزارة التربية الوطنية المغربية، المادة 18، ص:14؛
[16] - دليل الحياة المدرسية، ص:24؛
[17] - نفس المصدر السابق، ص:66؛
[18] - دليل الحياة المدرسية، ص:25؛
[19] - نفسه ص:26؛
[20] - محمد الدريج: مشروع المؤسسة والتجديد التربوي في المدرسة المغربية، منشورات رمسيس، ج2 ،الطبعة 1، السنة 1996، ص:73؛
[21] - محمد الدريج: نفس المرجع، ص:78؛
[22] - جان بياجي: التوجيهات الجديدة للتربية، ترجمة محمد الحبيب بلكوش، دار توبقال للنشر ، الدار البيضاء،ط1، 1988،ص:53؛
[23] - الميثاق الوطني للتربية والتكوين،ص:11؛
[24] - محمد مكسي: الحياة المدرسية وإشكالية الحداثة والتطرف ، منشورات، صدى التضامن، المعاريف، البيضاء،ط1 ،2003، ص:7؛
[25] - الميثاق الوطني للتربية والتكوين، المادة، 149، ص:70؛
[26] - محمد مكسي: المرجع السابق، ص:7؛
[27] - الميثاق الوطني للتربية والتكوين، المادة 7، ص:10؛
[28] - انظر الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ط1، 2000، ص:58؛
[29] - من الخطاب السامي لجلالة الملك محمد السادس في افتتاح الدورة الخريفية للسنة التشريعية الثالثة المتعلقة بالتعليم، الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ص:3.
ملاحظات:
جميل حمداوي( عمرو)، صندوق البريد 5021 أولاد ميمون بالناظور 62002، المغرب.
jamilhamdaoui@yahoo.fr