اليمن
احتلت بريطانيا ميناء عدن عام 1839، واتخذته مركزاً تجارياً وعسكرياً لها نظراً لأهميته الأستراتيجية في البحر العربي وقربه من مستعمراتها في الهند وجنوب شرقي آسيا. وفي سنة 1873، حدث أول صدام عسكري بين الاحتلالين البريطاني والتركي في اليمن وانتهى باتفاقهما على ترسيم الحدود بينهما عام 1914، وهو تاريخ شطر اليمن إلى شطرين شمالي وجنوبي.
وفي 29 مارس (أذار) 1955 ثار بعض ضباط الجيش في تعز على الامام وأرغموه على الاستقالة. واعتقلوه في قصره في تعز إلا أن تناحراً داخلياً اندلع داخل قيادات الجيش المتمردة أدى إلى فشل التمرد العسكري. وفي عام 1955 نشأت الجبهة الوطنية المتحدة التي ضمت كل القوى المناوئة للاستعمار، وبعدها قامت الجبهة القومية التي قادت الكفاح الوطني حتى الاستقلال التام. وفي الشمال تأسس المؤتمر القومي الشعبي عام 1963.
استمر العهد الملكي في اليمن قرابة الألف عام وانتهى صبيحة 26 سبتمبر (أيلول) 1962 في الشطر الشمالي، وفي 14 أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1963 وقعت ثورة أكتوبر (تشرين الأول) للقضاء على الوجود الاستعماري واستمر نضال اليمنيين ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب من سنة 1963 إلى 1967.
اندلعت حرب اليمن واستمرت من 1962 إلى 1967، وقد تمخض عن انسحاب الجيش المصري عقد اتفاقية الخرطوم (إبان مؤتمر القمة العربية).
في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 1967، حقق اليمن الجنوبي استقلاله وحرر الجزء المحتل من ارضه وطرد الاستعمار البريطاني الذي انتزع اليمن من يد محمد علي عام 1839. كما حدث انقلاب عسكري في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1967 حقق مصالحة مؤقتة مع المملكة العربية السعودية عام 1970.
في 15 فبراير (شباط) 1977، تم لقاء قعطبة، الذي حضرته قيادات مهمة من شطري اليمن كالمقدم أحمد حسين الغشمي عضو مجلس القيادة نائب القائد العام ورئيس هيئة الأركان العامة الذي أصبح رئيساً للشطر اليمني فيما بعد قبل اغتياله. في خضم تلك الأحداث بتاريخ 21/10/1978 صدر الدستور المعدل لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
وفي فبراير (شباط) 1979، اندلعت أحداث مؤسفة عنيفة بين شطري اليمن، وتدخلت الجامعة العربية لوقف تدهور الأوضاع المؤلمة بفضل لقاء القمة في الكويت برعاية أمير الكويت. وتجدر الاشارة إلى أن الحرب انفجرت مرتين بين شطري اليمن في عامي 1972 و 1979.
عاشت اليمن الجنوبية تجربة مريرة في أحداث 8 يوليو (تموز) 1986 بعد عملية عاصفة الصحراء العسكرية وبعد أن تفجرت الخلافات داخل القيادة السياسية لليمن الديمقراطية في الشطر الجنوبي كنتيجة للصراع على السلطة والتي تميزت بدمويتها بين مجموعة عبد الفتاح إسماعيل ومجموعة علي ناصر محمد الرئيس الأسبق لليمن الجنوبي التي انتهت بخروج الأخير من اليمن ومقتل عبد الفتاح إسماعيل ورفاقه وسيطرة الأمين العام للحزب آنذاك علي سالم البيض على زمام السلطة وبروز نجم حيدر العطاس الذي كان رئيساً للوزراء ثم أصبح رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية فترة زمنية قصيرة سبقت التوقيع على اتفاق الوحدة.
وفي عام 1988، جرت انتخابات مجلس الشورى في الشطر الشمالي لليمن وتم ترشيح عدد من النساء إلى عضوية المجلس. وفي 22 مايو (أيار) 1990، تحققت الوحدة اليمنية كمشروع حضاري قائم على الديمقراطية والتعددية السياسية وصدر قانون الأحزاب في اليمن الموحد.
وفي 29 مايو (أيار) 1992، وافقت المملكة العربية السعودية على فتح ملف عسير ونجران مع اليمن من أجل إجراء حوار أخوي وودي لحل الاشكال القائم بين البلدين منذ عشرات السنين. ولم تنظر الدوائر الصهيونية للتقارب اليمني السعودي بعين الارتياح فما كان من إسرائيل إلا أن حركت موضوع اليهود اليمنيين في 10/4/1992.
في عام 1994 حدثت حرب أهلية وانقسم اليمن من جديد، إلى أن حسمت الحرب لصالح حزبي المؤتمر والاصلاح وأعيد إعلان الوحدة.
وفي 6 أيار 1995 قامت القوات الأريترية باحتلال جزيرة حنيش اليمنية (بمساعدة إسرائيلية) مدعية بأن هذه الجزيرة تتبع لها. فوقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدت إلى سقوط آلاف القتلى وتهجير حوالي 300 ألف شخص فرفع اليمن شكوى إلى محكمة العدل الدولية بشأن الجزيرة. وجاء الحكم في 9 تشرين الأول 1996 لصالح اليمن، فانسحبت القوات الإريترية مرغمة من الجزيرة،وعادت تحت السيطرة اليمنية.
في نيسان 1997 فاز الحزب الحاكم الذي يرأسه علي عبد الله صالح بالانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد وجاءت بأكثرية نيابية لصالح الرئيس مقابل بعض المقاعد الأخرى لبقية الأحزاب المعارضة.
شهد اليمن عام 1998 نزاعات واضطرابات داخلية عديدة خاصة في جنوب اليمن، وفي 20 حزيران 1998 وقعت أعمال شغب هي الأوسع في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1994 وذلك عقب قرار الحكومة زيادة الأسعار في العديد من المواد اليومية الغذائية أسفرت عن مقتل 52 شخصاً.
في عام 1999 تطورت الأعمال الإرهابية في اليمن، إذ أقدم رجال من القبائل اليمنية على اختطاف رهائن أجانب أوروبيين، وبعد مناورات مع القوات العسكرية، أقدم الخاطفون على قتل الرهائن، واستطاعت السلطات اليمنية إلقاء القبض على الخاطفين.
13 حزيران 2000:توجت الاحتفالات الكبرى بمناسبة مرور عشر سنوات على إعلان الوحدة بتوقيع معاهدة ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية.
20 شباط 2001:انطلقت أول انتخابات للمجالس المحلية منذ تحقيق الوحدة في منتصف العام 1990، وقد فاز بها في جميع أنحاء اليمن الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام.
11 أيار 2003:أعاد الرئيس علي عبد الله صالح اختيار عبد القادر باجمال للاستمرار في رئاسة الحكومة الجديدة، يذكر أن باجمال كان قد شكل أول حكومة له في أيار 2001 خلفاً لحكومة عبد الكريم الأرياني.